[size=24]
هذه هي حياتي منذ بدايتها ... بكــاء وبكــاء وبكـــــاء .. ولا شي سوى البكـــاء .. خرجت من رحم أمي وأنا ابكي وابحث عن امان .. وغفيت في حضن أمي وانا اشعر بذلة الحرمان .. واستيقظت بعدها وما زلت اشعر برقة تنساب بين اذني ولكنها منسابة واشعر بعدها بريح تعصب قرباي ..
أمضيت أيام حياتي .. اعبئ حبر قلمي .. وأسطر بدموعي سطور صفحاتي .. أرضى بقسمة الزمان .. وأقبل بالقدر والقضاء .. وماأتاني من وراء رضائي سوى زيادة عسرة وحرمان زماني ..
وبعد أن قبلت بمر الزمان .. للأسف ما قبل بيا مر زماني .. واخذ مني أعز ناسي .. أغلى خلاني .. الشخص الوحيد الذي مسح دمعتي بحنية .. وسمع شكوتي بسماحية ..ورغب أن يحمل همي .. وان يخفي من علي جبيني أثار جرحي .. وحلم بان يداوي ليا ندباتي وان يزيل الالامي ..
والان بعد ان اخذ مني زماني اغلى ما ملكت في حياتي الفانية .. بعث لي روحي من جديد .. وارسل لي من يريني طريق الامل في هذه الحياة المعتمة .. وأقبل علي ذلك الفارس من بعيد وهو يتبختر ويميل علي بيديه الحنونتان .. وبجبينه السميح .. يرغب بان أردد من وراءه جمل سوف تغنيني بالحياة وسوف تسعدني في اللحظات .. خفت أن امسك بيديه .. ان اتمسك بهواه .. وبعد ذلك أن اخسره كما خسرت من كان اعظم البشر في نظري وقدوتي في حياتي .. ولكن عندما نظرت إلى عينيه .. علمت انني لو بقيت مكتوفة اليدين مثلما كنت طوال ما مر من عمري .. لن اخذ شي ... فبما أنني لا املك شيئا ... ماذا اخاف ان اخسر اذا جازفت وحاولت مع هذا الانسان .. الذي اتي وبوراءه نورا لا اعلم كيف اصف سطوعه .. وأوصف نشوره .. و جمال نشوده ..
أمسكت يديه وأنا ارتجف فشدني إلى حضنه وضمني بقوة لم يمسك احد بها يدي من قبل .. فايقنت انني لن اندم .. انني لن اتالم .. انني لن اتعب .. انني لن اسهر .. وبقيت هكذا في حضنه ليالي وساعات واوقات طويلـــة.. وأنا انشد الكمال لإنني أحسست به بين يديه ..
وها أنا الأن اكتب سطوري .. من جديد .. وتسيل دموعي .. من جديد .. واتثاقل من الالامي من جديد.. واتنهد باهاتي من جديد .. ولكن ليس لإن الخالق اخذه مني .. لا ولكن لإن الشوق يحرقني .. ولأن البعد يضعفني .. وانا اكره الضعف في نفسي .. فقد رافقني طوال دهري.. ولا اريد ان يعاود لنفسي .. بعد أن فارق جسدي لفترة من اسعد ايام حياتي وكتاب حياتي .. ولكن فعلا الفرحة في هذا الزمان سراب .. والحزن هو الستار الذي سوف ينسدل بعد كل فرحة .. فأين هو الان واين انا .. واين هواه عني واين هواي عنه .. هو على بالي .. نعم .. انا على باله .. نعم .. ولكن اين انتا يا ملاكي العفيف لتزيل عني الالامي .. واين انا عنك لأزيل عنك الالامك ..
البعد ليس بيداي عن قلبك .. وانت مجبور على انتظاري وانتظار عودتي .. وانا اتلهف لرؤيتك .. وسماع همستك .. ورؤية ضحكة شفاهك .. لأني عشقتها .. وهويتوا منبرها .. وسحرتني رقتها .. واذابتني عذوبتها ... فيا ليت الزمان يرحمني .. ويا ليتك يا الله يا جبار يا قيوم تشفيني وتعيد لي ما ابعدته عني .. فوالله قد اشتاق له عبيري .. وقد اشتاقت له زهوري .. قهل للزهور بريق بلا شمس تحييه .. وهل للسمك مكان تقطنه بلا بحر يأويه .. وهل للقلم دمع بلا حبر يواسيه .. فإرحمني يا ذا العزة والإجلال .. واستجب لدوعة انسانة عاشت على ضفاف الاحزان .. وأعد تلك البهجة لحياتي ولو لنهار .. لإنني لا اعرف كيف اعيش بعيدة عنه .. بعيدة عن هواه .. بعيدة عن غرامه وسماه ..
فما هو كتاب حياتي .. غير احزان .. الالام .. اشواق .. دموع .. اهااات .. جراااح .. ندبات .. وقلب مجروح لا شفاء له سوى عودة حبيبه له .. لأن الشفاء بين يديه .. والبرهم في دفء قلبه وحنان كفيه ...